ومن أصولهم التي ذكرها أنه (لما
كانت حركة الابتداع الجديدة هذه تقوم في بعض جوانبها على مناصرة الحكام أيّا كانوا،
وإبطال فريضة الجهاد وبعض صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشويه صورة كل
داع إلى الحكم بشريعة الله، فإنهم عادوا المطالبة بتحكيم شرع الله في الأرض
واعتبروا ما اصطلح على تسميته بتوحيد الحاكمية ابتداعا في الدين، وأنه لا يوجد نوع
من التوحيد يسمى توحيد الحاكمية، وأن الأولى أن يدرج في أبواب الفقه، وجهل هؤلاء
أن الصحابة أنفسهم لم يقسموا التوحيد اصطلاحا إلى ربوبية وألوهية والأسماء والصفات،
وإنما هذا اصطلاح حادث)[1]
ومن أصولهم التي ذكرها والتي
تقربهم من الجهمية (قول بعضهم أن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب، وهو بعينه قول جهم
بن صفوان وبشر المريسي وابن الرواندي والصالحي، وغيرهم من الجهمية، ولهذا لما
طبقوا هذا الأصل على الواقع صار حكم من نبذ الشريعة كلها وحكم بقوانين الكفار
بحذافيرها وحارب من يدعو إلى تحكيم الشريعة وبالغ في أذاهم وتشويه دعوتهم أنه لا
يكفر)[2]
ومن أصولهم التي ذكرها (إطلاق
لفظ الخارجي على من أنكر منكر الإمام باللسان.. وأنه لا أمر بمعروف إلا بإذن
الإمام)[3]
هذه بعض الأصول التي ذكرها في
كتابه المهم والخطير والذي شن عليه السلفية حملتهم الشديدة، وهي تؤكد كل ما ذكرناه
سابقا من كون السلفية أكبر مصدر للتكفير في الأمة.
وقد يتصور البعض أن هذا
الداعية الذي ذكر هذا بمنأى عن التكفير.. وذلك غير
[1] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص49.
[2] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص51.
[3] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص55.