ومن أصولهم التي ذكرها (أن هذه
الفئة التي اتخذت سب المسلمين دينا أرادت أن تستدل لمنهجها في تجريح أهل الإسلام
وتبديعهم وتفسيقهم واستباحة أعراضهم، ووجوب مفارقة الصالحين منهم وهجرهم، وتعطيل
دعوتهم، أرادت أن تستدل لهذا المنهج الفاسد من القرآن... فاستدلت بالآيات النازلة
في الكفار، وأن الرسل جاءوا للتفريق بين الأب وأبيه والزوج وزوجته، والأخ وأخيه،
ويستدل بعضهم في دروسه بأن محمدا k قد
جاء فرقا بين الناس أو قد فرق بين الناس، ويجعلون هذا الحديث دليلا على وجوب
التفريق بين المسلمين، فالسلفي غير الإحواني غير التبليغي... ويعقدون الولاء
والبراء بين السلفيين وهؤلاء، كما هو الولاء والبراء مع الكفار)[2]
ومن أصولهم التي ذكرها أن (همهم
الأول في الدعوة إلى الله هو الوقوف على أخطاء الدعاة، وجمع مثالبهم، وحفظ سقطاتهم
برقم الصفحة، ونص كلامهم... والاهتمام بنشر هذه المثالب والسقطات بقصد تنفير الناس
منهم لا بقصد تحذير الناس من الوقوع فيها، أو النصح لمن وقعوا فيها، وإنما بقصد أن
ينفروا الناس عن الداعي إلى الله ويبطلوا جميع جهاده وكل حسناته، ويهدموا كل ما
بناه، ويحرموا المسلمين من جميع مؤلفاته وعلمه ولو كان نافعا صالحا.. وهذا تخريب
عظيم وسعي للإفساد في الأرض، فلو أن ساعيا سعى في جميع مثالب الأئمة والفقهاء لوجد
الكثير، ولو أن جامعا جمع سقطات الفقهاء لجمع شيئا لا يحصى.. ولا يوجد عالم لم
يتكلم فيه، ولو تذكر له جرحة أو سقطة إلا من رحم الله.. وهؤلاء الجراحون أنفسهم لو
جمع جامع بعض سقطاتهم وزلاتهم من شريط أو شريطين أو كتاب أو كتابين أو محاضرة أو
محاضرتين
[1] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص29.
[2] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص30.