على الدولة وبالتالي يجب
اقتلاعهم، ومن هؤلاء من كتب مؤلبا في صفحات الجرائد العامة، ومنهج السلف مع
السلاطين معروف، فهم يتجنبون أبواب السلطان، وإن كان عادلا مقسطا.. فكيف إذا كان
يعمل بالنميمة ويرسل التقارير والأشرطة المسجلة، ليصطاد عبارة موهمة، أو يتجسس على
شيخ ليتقرب بدمه عند السلطان.. وهؤلاء لا سلف لهم في أسلوبهم التحريضي إلا
المعتزلة أيام المأمون والمعتصم حين استعانوا بسوط السلطان على أهل السنة،
وحكايتهم مع الإمام أحمد مشهورة معلومة)[1]
ومن الأصول التكفيرية التي
ذكرها (للطائفة التي اتخذت سب الدعاة إلى الله دينا: أن أهل البدع الكبرى كالرفض
والتجهم والإرجاء واللادينيين يقولون عنهم: هؤلاء معروف أمرهم، ظاهر فعلهم ولذلك
فلا يجوز أن ننشغل بهم بل يجب أن ننشغل بالدعاة إلى الله لنبين أخطاءهم لأنها تخفى
على الناس.. فانظر كيف عمى هؤلاء عن حرب المحاربين للإسلام وانشغلوا بحرب أولياء
الرحمن والدعاة إلى الله ونهش لحومهم وتفضيل جهادهم بدلا من مؤازرتهم والنصح لهم،
وتسديد أخطائهم)[2]
ومن أصولهم التي ذكرها (التعبد
لله بسب الصالحين وشتمهم ولعنهم. فالمسلم الداعية الذي يمكن أن يكون قد أخطأ تأولا
أو جهلا يصبح وقوعه في هذا الخطأ الاجتهادي سببا في استحلال عرضه بل دمه.. وقائمة
السباب عند هؤلاء الجراحين طويلة فـ (الخبيث)، و(الخنيث)، و(الزنديق)، و(المبتدع) أوصاف
سهلة على ألسن هؤلاء الجراحين يقولونها في كل مناسبة، ويطلقونها على الصالحين من
عباد الله دون أي تأثم أو مراجعة للنفس، بل بصدر منشرح، ويظنون أن هذا أرجى
أعمالهم عند
[1] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص28.
[2] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص28.