والتنفير عنها وتبديعها بل
تكفير المنتسبين إليها، وقد عمدوا في سبيل ذلك إلى ضرب الجميع بأخطاء البعض، فإذا
كان في جماعة التبليغ أفراد من الصوفية أصبح كل تبليغي صوفي، وإذا كان في أفراد
الاخوان من يوالي الروافض فكل الإخوان المسلمين كذلك وهكذا.. وهم يعلمون أنه ليس
كل من ينتسب إلى جماعة التبليغ يدخل في الصوفية ضرورة، وهل إذا أساء بعض أهل بلد
كان كل أهل البلد جميعهم مسيئين بسببه)[1]
ومن أصولهم التي تلحقهم
بالخوارج ـ كما يرى المؤلف ـ اعتبارهم (أن الجماعات الإسلامية ماهي إلا امتداد
للفرق الضالة من معتزلة وأشاعرة وخوارج وقدرية وجهمية، تنتهج منهج الخلف في
العقيدة، فأصبح بدل أن يقال هؤلاء أشاعرة وهؤلاء معتزلة صار يقال هؤلاء إخوان،
وهؤلاء تبليغ)[2]
ومن أصولهم التكفيرية ـ كما
يذكر ـ اعتبارهم (أن الجماعات الدعوية أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى وأنه
يجب تقديم حربهم على حرب اليهود والنصارى وجمع مثالبها من أجل هدمها، حتى زعم
بعضهم أن هذه الجماعات هي جماعات ردة، وزعموا أن جميعها انحرفت عن المنهج الحق
وأخذت بمنهج الخلف وعقيدتهم ودخلت إلى الساحة باسم جماعات الدعوة وجماعات خير وهي
تسعى في الحقيقة إلى الإطاحة بدعوة التوحيد ومحاربته)[3]
ومن أصولهم التي تشبههم
بالمعتزلة ـ كما يذكر ـ استعانتهم (بسوط السلطان لإسكات مخالفيهم بدلا من الحجة
والبرهان.. فلا يتورع القوم عن تأليب السلطان على مخالفيهم في القضايا الاجتهادية،
وذلك من خلال تصوير هؤلاء المخالفين بأنهم خطر
[1] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص17.
[2] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص18.
[3] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص19.