وقد عقب كاتب
الدراسة على كلامه هذا بقوله عند ذكر بعض التيارات السلفية: (هذا الكلام قبل أحداث
ثورة 25 يناير، ولنا كتاب (الدولة السلفية) نبين فيه التحولات السياسية والفكرية
عند هذا الفصيل السلفي)
هذان نموذجان عن التصنيفات التي صنفت بها
المدارس السلفية الحديثة، وهناك نماذج أخرى كثيرة، ذلك أن الانشاق بين السلفية
يحصل كل حين، ولأتفه الأسباب، وبما أننا لا نستطيع أن نحصي خلافاتهم وما كتبوه في
تضليل بعضهم بعضا، فسنقتصر على ذكر نماذج متنوعة من مواقفهم وفتاواهم وكتبهم لنرى
بذلك مبلغ التكفير السلفي.
أولا ـ تكفير
المدارس السلفية العلمية
المراد بالسلفية العلمية
السلفية التي تركز جل اهتماماتها على مطالعة التراث السلفي وتدريسه ودعوة الناس
إليه من غير أن يكون لها أي اهتمام بالوصول إلى السلطة لا عن طريق السلم، ولا عن
طريق العنف.
وهم أقسام كثيرة، والصراع
بينهم شديد جدا، لا يمكن الإحاطة به هنا، ولذلك سنكتفي بذكر نموذجين عن تكفيرهم من
طرف أصحاب المدرسة الحركية، أحدهما من المدرسة السلفية الحركية المسالمة أو
الحزبية، كما يطلقون عليها.. والثاني من المدرسة السلفية الحركية ذات الطابع
المسلح، أو الجهادية كما يطلقون على أنفسهم.
النموذج الأول: كتب الدكتور
عبدالرزاق بن خليفة الشايجي
وهو من السلفية الحركية
المسالمة، والذين يطلق عليهم مخالفوهم لقب [السرورية]، وهو تلميذ عبد الرحمن عبد
الخالق، وله عدة رسائل في الرد على الشيخ المدخلي والسلفية العلمية، منها: (الخطوط
العريضة لأصول أدعياء السلفية)، و(أضواء على فكر دعاة السلفية الجديدة)، و(البديع
في بيان منهج د. ربيع.. دراسة نقدية وثائقية