للسلفية،
ونماذج عن صراع بعضها مع بعض، بل تكفير بعضها لبعض.
وقد رأينا أنه يمكن تقسيم المدارس
السلفية بناء على تكفير بعضها بعضا إلى قسمين كبيرين: السلفية العلمية والسلفية
الحركية.. ثم تنقسم السلفية العلمية إلى أقسام كثيرة أشهرها: الجامية والحدادية..
وأما السلفية الحركية، فتنقسم إلى قسمين كبيرين: المسلحة والحزبية.. وكلاهما ينقسم
أقساما كثيرة.. وكلهم يضلل بعضهم بعضا، بل يصل التضليل أحيانا كثيرة إلى حد التكفير.
وقد أشار إلى بعض هذه الأقسام محمد عمارة في كتابه (السلفية.. واحدة؟.. أم
سلفيات؟) تناول فيه قضية التنوع والتناقض بين المدارس السلفية على الساحة السياسية
والإعلامية في العالم الإسلامي، بل على مستوى العالم ككل.
وقد خلص في نتيجة بحثه إلى أن السلفية (قد
توزعتها العديد من التوجهات، فطرأ عليها الكثير من الانشقاقات فمنها ما يسمى
بالسلفية العلمية التي تحاول استلهام المشروع التجديدي لابن تيمية.. ومنها السلفية
الجهادية التي سلكت طريق العنف والتغيير.. ومن هذه السلفية المعاصرة فصيل بلغ في
الغلو والجمود حدوداً فاقت الخيال حتى لقد كتب بعضهم في تفكير أئمة السلفية مثل
ابن القيم الذي قالوا عنه: (إنه زائغ مبتدع كذاب
وقح بليد غبي جاهل ضال مضل خارجي ملعون كافر)، وقال أحد كتاب هذه السلفية الظلامية
عن ابن تيمية: (إنه لا تؤخذ منه أحكام الولاء والبراء،
ولقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين)[1]
وفي موضع آخر عبر عن النتيجة التي يدل
عليها الواقع الدعوي والسياسي المعاصر، فقال: (وهكذا نجد أنفسنا تاريخياً وحديثاً
أمام عدد من السلفيات، وليس أمام سلفية
[1] محمد عمارة، السلفية.. واحدة؟.. أم سلفيات؟ ، ص75.