قال ابن هبيرة (إن قتال
الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن فى قتالهم حفظ رأس مال الإسلام،
وفى قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى)[1]
وهكذا أفتت اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، وهي أعلى لجنة رسمية للفتوى لدى السلفية، فقد
سئلت حول حكم الصلاة خلف الإباضية، فأجابت: (فرقة الإباضية من الفرق الضالة لما
فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان بن عفان وعلي رضي الله عنهما، ولا تجوز
الصلاة خلفهم)[2]
بناء على هذا
سنحاول في هذا الفصل ذكر نموذجين عن الكتب والرسائل المؤلفة في تكفير الإباضية،
لنرى من خلالها أسباب التكفير ونتائجه، ونرى معهما مظهرا جديدا من مظاهر حقد
السلفية على الأمة جميعا.
النموذج الأول:
كتاب [الإباضية في ميزان أهل السنة والجماعة]
وهو لمؤلفه الذين أطلق على
نفسه لقب [عبد الله السلفي]، وقد بدأ كتابه هذا ـ كعادة السلفية ـ بمدح أنفسهم
وسلفهم الذين (يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله
تعالى الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من
ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن
كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية
البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على
مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون
بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما ي