القرآن.. وهو
ينقل مع هذا القول ما يدعيه من إجماعات في تكفير من يقول بخلق القرآن.
وهكذا نراه
في [مجموع الفتاوى] يقول: (فقال الشيخ كمال الدين لصدر الدين ابن الوكيل: قد قلت
فى ذلك المجلس للشيخ تقى الدين أنه من قال إن حرفا من القرآن مخلوق فهو كافر،
فأعاده مرارا، فغضب هنا الشيخ كمال الدين غضبا شديدا ورفع صوته، وقال هذا يكفر أصحابنا
المتكلمين الأشعرية الذين يقولون: إن حروف القرآن مخلوقة مثل امام الحرمين وغيره،
وما نصبر على تكفير أصحابنا)[1]
وهكذا نراه
في مسألة الرؤية، والتي اتفق السلفية على تكفير جاحدها، فقد قال ابن تيمية: (أئمة
أصحاب الأشعري لما تأملوا ذلك عادوا في الرؤية إلى قول المعتزلة وفسروها بزيادة
العلم كما يفسرها الجهمية وهذا في الحقيقة تعطيل للرؤية)[2]
وهكذا نراه
فيما يسمونه تعطيل الصفات يقول عنهم ببذاءته المعهودة: (.. ومن رزقه الله معرفة ما
جاءت به الرسل وبصراً نافذاً وعرف حقيقة مأخذ هؤلاء علم قطعاً أنهم يلحدون فى
أسمائه وآياته وأنهم كذبوا بالرسل وبالكتاب وبما أرسل به رسله. ولهذا كانوا يقولون
إن البدع مشتقة من الكفر وآيلة إليه ويقولون إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة
والأشعرية مخانيث المعتزلة. وكان يحيى بن عمار يقول المعتزلة الجهمية الذكور
والأشعرية الجهمية الإناث ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية. وأما من
قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعرى فى آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك
فهذا يعد من أهل السنة لكن مجرد الانتساب إلى الاشعرى بدعة. لا سيما وأنه بذلك
يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة وينفتح بذلك أبواب شر)[3]