فالأشاعرة
يقولون: القرآن مخلوق، والمعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، لكن المعتزلة يقولون: إنه
كلامه حقيقة، كما أن السموات خلقه حقيقة، وقالت الأشاعرة: ليس هو كلام الله تعالى
حقيقة، بل هو عبارة عن كلام الله!!، فصار الأشاعرة من هذا الوجه أبعد عن الحق من
المعتزلة، وكلتا الطائفتين ظالم، لأن الكلام ليس شيئا يقوم بنفسه، والكلام صفة
المتكلم، فإذا كان الكلام صفة المتكلم، كان كلام الله صفة، وصفات الله تعالى غير
مخلوقة، إذ إن الصفات تابعة للذات، فكما أن ذات الرب عز وجل غير مخلوقة، فكذلك
صفاته غير مخلوقة، وهذا دليل عقلي واضح)[1]
وهكذا قال الشيخ
محمد أمان الجامي: (ما الفرق إذن بين الأشاعرة وبين المعتزلة في صفة الكلام؟ خلاف
لفظي غير حقيقي كلهم يتفقون على أن هذا القرآن الذي نقرأه ونحفظه ونكتبه مخلوق
وليس بكلام الله، تتفق الأشاعرة مع المعتزلة على هذا بل موقف الأشاعرة أخطر لأن
موقف المعتزلة واضح)[2]
وهكذا نجد
ابن تيمية ـ الذي يسوق السلفية بعض كلماته في عدم التكفير ـ يملح في كثير من كتبه
إلى تكفير الأشاعرة، ومن ذلك قوله في: (كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر
الإسفرايني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علما وأصحابا اذا سعى الى الجمعة من قطعية
الكرج الى جامع المنصور يدخل الرباط المعروف بالزوزي المحاذي للجامع ويقبل على من
حضر ويقول اشهدوا على بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قاله الإمام ابن حنبل لا
كما يقوله الباقلاني وتكرر ذلك منه جمعات)[3]
وهو يشير
بهذا إلى أن الباقلاني ـ وهو إمام من أئمة الأشاعرة الكبار ـ يقول بخلق
[1] الشيخ محمد
بن صالح العثيمين في شرح كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة : الفائدة 8.
[2] محمد أمان
الجامي في محاضرة مفرغه بعنوان [ الرد على الأشاعرة والمعتزلة ].