الحبشي منهم،
وثانيا، لأنه كفره بسبب إنكاره للجهة والمكان، وهو قول الأشاعرة.
وهكذا قال
الفوزان الذي يتعلق به من يمارس التقية من السلفية، فقد قال: (وهذا الذي ينفي كون
الله في السماء يكذب القرآن ويكذب السنة ويكذب إجماع المسلمين فإن كان عالما بذلك،
فإنه يكفر بذلك، أما إذا كان جاهلا فإنه يبين له فإن أصر بعد البيان فإنه كافر
والعياذ بالله)[1]
بل هكذا
أفتت اللجنة الدائمة للفتوى في السعودية، فقد جاء في بعض فتاواها: (من قال: لا
نقول إن الله فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال فهو بهذا مخالف لما دل عليه الكتاب
والسنة وأجمع عليه المسلمون من عهد الصحابة من أهل العلم والإيمان فيجب أن يُبين
له الحق فإن أصر فهو كافر مرتد عن الإسلام لا تصح الصلاة خلفه)[2]
ومن أمثلة
ذلك أيضا ترديدهم لكون الأشاعرة يقولون بخلق القرآن مع علمهم أن كتبهم السلفية لا
ترحم أبدا من يقول بذلك.
ومن ذلك أن
الشيخ العثيمين عندما تحدث عن الفرق بين الأشاعرة والمعتزلة في صفة الكلام، قال: (وقالت
الأشعرية الذين تذبذبوا بين أهل السنة والمعتزلة قالوا: إن كلام الله تعالى هو
المعنى القائم في نفسه، وما يُسمع فإنه مخلوق خلقه الله تعالى ليعبر عما في نفسه. فما
الفرق إذن بين المعتزلة والأشعرية؟ الفرق: أن المعتزلة يقولون: لا ننسب الكلام
إليه وصفا، بل فعلا وخلقا. والأشاعرة يقولون: ننسب الكلام إليه وصفا لا باعتبار
أنه شيء مسموع، وأنه بحروف، بل باعتبار أنه شيء قائم بنفسه، وما يسمع أو يكتب فهو
مخلوق؛ فعلى هذا يتفق الأشاعرة والمعتزلة في أن ما يُسمع أو يكتب مخلوق،
[1] الموقع
الرسمي لصالح الفوزان تحت عنوان: إثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى.
[2] صدرت هذه
الفتوى تحت توقيع كل من: العضو:عبد الله بن قعود... العضو:عبد الله بن
غديان...نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي... الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن
باز. انظر: فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (1/ 515)