أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله، وكان
إعجابه ومواظبته على وردها المعروف بالوظيفة الرزوقية)[1]
وهكذا راح يرميه بتهمة
[القبورية] التي عرفنا معناها عند السلفية، وخصوصا عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وتلاميذه، وقد استدل لذلك بقول الشيخ حسن البنا في [مذكرات الدعوة والداعية]:
(وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة
أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد
صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة ني ثلاث
ساعات وهي نحو عشرين كيلو مترا، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصل العصر
ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً، وكنا أحيانا نزور عزبة
النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية
والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقضي هناك يوماً كاملاً ثم نعود)[2].
وهكذا ينقل عن سيد قطب تأويله
للاستواء (بما يشبه كلام الجهمية)[3] ـ كما يعبر عن ذلك ـ وهو
قوله: (والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء)، وقوله: (وكذلك
العرش، فنحن نؤمن به كما ذكره ولا نعلم حقيقته. أما الاستواء على العرش فنملك أن
نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق. استنادا إلى ما نعلمه من القرآن عن
يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال. فلا يكون في حالة عدم استواء على
العرش، ثم تتبعها حالة استواء. والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولا ندرك كيفيته لا
يفسر