يقول الحذيفي عند حديثه عن
الشيخ حسن البنا: (.. نشأ وتعلم على تعليم المدارس النظامية، أي: لم يتلق تعليمه
على يد واحد من أهل العلم، بل نشأ على أحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة الحصافية
كما اعترف هو نفسه بذلك، وشهد عليه طلبته المقربون إليه وأصحابه الذين عاشروه
ردحاً من الزمن، وبقي هو على هذه الطريقة واستمر يزور أهلها ويذهب إليهم حتى آخر
أيام حياته.. كانت لنشأة حسن البنا أثرها البالغ على جماعة (الإخوان المسلمين)
وعلى أفرادها، فقد تسرب إلى الجماعة كثير من معالم التصوف وآثاره بواسطة حسن البنا
دون أن يتفطن لها كثير من أتباعها، ومن ذلك: البيعة للمشائخ والكبار للجماعة.. السرية
والتكتيم.. حصر الدين بجزئية من جزئياته، وشيء من شعائره، والغلو في هذه الجزئية..
تقسيم الدين إلى قشور ولباب.. تقسيم الدعاة إلى فقهاء واقع وغيرهم.. وجود المرشد
والذي لا تصدر الجماعة إلا عن رأيه، والذي يطاع طاعة عمياء.. حصر ولاء أفراد
الجماعة على طريقتهم فقط، وزعمهم أن هذا من عدم الازدواجية في الولاء.. الأناشيد.)[1]
وهو يؤكد هذا بما يذكره الذين
أرخوا للجماعة، ومنهم جابر رزق الذي قال في كتابه [حسن البنا بقلم تلامذته
ومعاصريه]: (وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد
التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة، حتى انتقل من مرتبة
المحب إلى مرتبة التابع المبايع)[2]
وقال الندوي: (الشيخ حسن
البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه، وفي تكوين حركته الكبرى: إنه كان في أول
مرة – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة، وقد حدثني كبار رجاله وخواص