النصوص الواردة في الكتاب والسنة
بصدد الكفر بالطاغوت وبصدد النعي عن المنكر تعطيلاً باَتاً.. ومن أصولهم: التجنُّب
بشدة بل المنع بعنف من الصراحة بالكفر بالطاغوت، ومن الصراحة بالنهي عن المنكر،
وتعليل ذلك بأنه يورث العناد لا الصلاح..)[1]
ثم راح ـ كما يفعل السلفية في العادة
ـ إلى تطبيق ما ورد من القرآن الكريم في حق المشركين إلى تحويله إلى المؤمنين،
فقال: (ولا يخفى ما في أصولهم المذكورة ها هنا من المعارضة للقرآن والسنة: لأن
الله تعالى يقول: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ
وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ
لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].. وقال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ
دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
(78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا
يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: 78، 79]..والآيات
والأحاديث في الحثِّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعيد الشديد على
تركهما كثيرة جداً)[2]
وبعد إيراده لهذه الآيات وغيرها،
وما قال فيها مفسرو السلف، قال: (ثم إن التبليغيين لم يقتصروا على ترك الصراحة
بالكفر بالطَّاغوت، بل ضموا إلى ذلك ما هو شر منه، وهوالتجنُّب بشدة والمنع بعنف
من الصراحة بالكفر بالطاغوت، وتعطيل جميع النصوص الواردة في الكتاب والسنة بصدد
الكفر بالطاغوت، وهذا من زيادة ارتكاسهم في الغي والضلال.. وأما تركهم الصراحة
بالنَّهي عن المنكر، وتجنُّبهم ذلك بشدة، ومنعهم منه بعنف، وتعطيلهم جميع النصوص
الواردة في الكتاب والسنة بصدد النهي عن المنكر؛ فهو من أوضح الأدلَّة على زيغهم،
وفساد معتقدهم، وسلوكهم طريق الغي
[1] القول البليغ في التحذير من جماعة
التبليغ، ص13.
[2] القول البليغ في التحذير من جماعة
التبليغ، ص14.