المناصب قد غيرتهم ولينتهم، كما
ذكرنا بعض الأمثلة على ذلك سابقا.
وقد اخترناه من بين الكثير من
الكتب المؤلفة في تكفير جماعة التبليغ، لكونه يمثل صورة واضحة دقيقة عن المنهج
السلفي في النقد والتكفير، والذي يتجاوز كل حدود المنهج العلمي.. فالكاتب لم يكلف
نفسه بالرحلة إلى علماء هذه الجماعة، وسؤالهم، وإنما اكتفى بالكثير من القصص التي
سمعها من ثقاة كما يذكر.. ثم بنى عليها كل ذلك البنيان.. وهو منهج سلفه الأول في
التسرع في الأحكام على الناس من خلال القصص والحكايات.
ولهذا فإن هذا الكتاب مع كبر حجمه،
مقارنة بالقضية التي طرحها، مملوء بالقصص والحكايات عن أفراد جماعة التبيلغ، فهو
ينطلق من الفرد ليحكم على المجموع.. وهذا منهج سلفي معتمد يطبقونه مع خصومهم، ولا
يرضون لخصومهم أن يطبقوه معهم.
وكمثال على ذلك قوله بعد إيراد
بعض القصص: (.. وفي
قصتهم مع فاروق حنيف أوضح دليل على أن إكرام المسلم المتمسك بالسنة لا وجود له عند
التبليغيين.. ويدل على ذلك أيضاً بغضهم وعداوتهم لشيخ الإِسلام ابن تيمية وابن
القيم ومحمد بن عبد الوهاب، ومحاربتهم لكتبهم، وتمنيهم إحراقها وإزالتها عن وجه
الأرض.. وقد تقدم في القصة الثالثة عشرة أن طائفة من التبليغيِّين اعتدوا على
الحسامي لما تكلَّم في بيان التوحيد والتحذير من الشرك.. وتقدم في القصة الرابعة
عشرة أنهم أنكروا على اليربوزي لما تكلَّم في بيان التوحيد، وقالوا له: إنَّك تفسد
عقول المسلمين بآراء ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب!! ثم طردوه من مجتمعهم، وطردوا
معه جميع الذين ينتسبون إلى السنة)
وبعد أن ساق هذه الاستدلالات
العجيبة، راح يستنتج منها هذه النتجية الخطيرة: (فلتتأمل هذه القصص؛ ففيها دليل
على بغض التبليغيِّين للسنة وأهلها، وفي اعتدائهم