النصوص على
عقولهم لله تعالى، ولم يزعموا أبدا أن الرسول k
كان لا يعلم ذلك، معاذ الله وهو سيد الراسخين في العلم.
وهكذا يكتب
الكثير من الردود الشديدة عليهم في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) وفي (الفتوى
الحموية)، ومثله ابن القيم في (الصواعق المرسلة)، وغيرها.
وهكذا نرى
المتأخرين ينهجون منهج المتقدمين في تكفير المفوضة، حيث نرى ابن عثيمين يقول عنهم:
(التفويض من شر أقوال أهل البدع.. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً
للرسول)[1]
وبهذا لا
يبقى حل لمن يريد أن يسلم من التكفير السلفي سوى أن يقع في التجسيم والتشبيه بكل
ألوانه وأنواعه، وإلا فلن يرحمه سيف التكفير السلفي لو توقف ولو عند مفردات من
مفردات عقائدهم التجسيمية.
وبناء على
هذا فإن السلفية أنفسهم يكفر بعضهم بعضا بسبب مواقفهم من بعض ما ورد في بعض
الأحاديث.. ومن ذلك الموقف من المسألة التي أولاها السلفية اهتماما كبيرا، والتي
عنونوها بـ [إقعاد الله
تعالى لنبيه a على العرش]
فالسلفية
المثبتون لهذا يكفرون من يخالف ذلك، باعتبار ثبوت هذا النوع من القرب لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن كل متقدميهم الذين يحتجون بهم في العادة على
مخالفيهم[2] ومنهم أحمد بن حنبل، وهارون بن معروف، وإسحاق بن راهويه، وأبو
عبيد القاسم بن سلام وعبد الوهاب الوراق، وأبو داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر المروذي وأبو بكر الخلال،، وأبو القاسم الطبراني،
وأبو بكر
[2]
انظر:
السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 187)، فما بعدها، والرد بالعدة والعتاد على من أنكر
أثر مجاهد في الإقعاد، ص10، فما بعدها، فقد ذكر فيه الأقوال الكثيرة لأعلام السلف
في هذا، ومنه أخذنا هذه الأقوال.