ولا كلاما
ولا صفة، إلا بتأويل ضلال افتضحوا وتبينت عوراتهم، يقولون: سمعه، وبصره، وعلمه،
وكلامه؛ بمعنى واحد، وهو بنفسه في كل مكان، وفي كل بيت مغلق، وصندوق مقفل، قد
أحاطت به -في دعواهم- حيطانها وأغلاقها وأقفالها، فإلى الله نبرأ من إله هذه صفته،
وهذا أيضا مذهب واضح في إكفارهم.. ونكفرهم أيضا؛ أنهم لا يدرون أين الله، ولا
يصفونه بأين الله، والله قد وصف نفسه بأين، ووصفه به الرسول k)[1]
وكما لم يرحم السلفية المتوقفة في خلق القرآن، أو
القائلين بأن القرآن الكريم كلام الله من غير تفصيل، فكذلك لم يرحموا المفوضة فيما
يسمونه باب الصفات، وهم الذين يكلون علم المتشابه الوارد فيها إلى الله تعالى، وهو
ما يعزوه المتكلمون، وخاصة الأشاعرة منهم إلى السلف الأول.
ولهذا نجد
ابن تيمية يعتبرهم من شر المبتدعة والملاحدة، فيقول: (..فتبين أن قول أهل التفويض
الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد)[2]
بل إنه ـ
كعاته في التنابز بالألقاب ـ سماهم بدل [أهل التفويض] بـ [أهل التجهيل]، فقال عنهم:
(..أما أهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف يقولون إن
الرسول لم يعرف معانيَ ما أنزل الله إليه من آيات الصفات..ولا السابقون الأولون
عرفوا ذلك)[3]
وهذا من تحريف السلفية لحكاية الأقوال، فالمفوضة
تركوا علم ما تشابه من