في القلوب، وقد نُقلت عنهم شطحات لا
يتابَعون عليها ولا يُقتدى بهم فيها. وما لا يحتمل رددناه فإنه لا نبوة بعد رسول
الله a ولا تشريع)[1]
وهكذا يستمر الشيخ الذي هو مرجع
التيجانية الأكبر في بيان عقائد التيجانية، وأنها لا تختلف عن سائر عقائد
المسلمين، وكان في إمكان الشيخ ابن باديس وغيره من أعضاء الجمعية، ومن
بعدهم من المكفرة أن يقرؤوا مثل هذه النصوص الصادرة من الناطقين الرسميين باسم
الطريقة، ويتراجعوا عن تلك الأحكام الخطيرة التي أصدروها، ولكن ذلك للأسف لم يحصل،
لسبب بسيط وهو الافتقار إلى المنهج العلمي، وإلى بعض الأمراض النفسية التي تجعل من
الشخص لا يحب أن يدخل الجنة إلا وحده أو مع طائفته.
ولو أنهم رجعوا إلى مصادر التيجانية
لعلموا أن الشيخ التيجاني يخبر أنه سيكذب عليه كما كذب
على غيره، وأنه في هذه الحالة ينبغي العودة إلى المصادر الشرعية، فقد روي أنه سئل:
هل يُكذَب عليك؟ قال: نعم، إذا سمعتم عني شيئاً فزنوه بميزان الشرع فما وافق
فاعملوا به وما خالف فاتركوه)
وبناء على هذا يخير الشيخ محمد الحافظ، وهو مرجع من مراجع التيجانية
الكبار في عهد الجمعية وبعدها أنه (ما من فرد في هذه الطريقة كبيراً كان أو صغيراً
إلا وهو يعلن براءته من تلك الأباطيل. وقد تلقينا عن مشايخ هذه الطريق ـ وهو
المنصوص عليه عن صاحبها نفسه ـ أن كل ما ينسب إلى الشيخ بفرض صحة نسبته إليه سواء
وُجد في كتبه أو لم يوجد وكان ظاهره مخالفاً لنص الكتاب أو السنة أو إجماع الأمة
المحمدية فهو مؤول ويحرم الأخذ بظاهره، ويجب حمله على وجه يلتئم مع الشريعة. وقد
قام علماء الطريق
[1] محمد الحافظ، براءة الطريقة التيجانية من كل ما يخالف
الشريعة، ص7.