ببيان تأويله الموافق للشريعة حتى لا يضل
أحد بحمله على الوجه المخالف. وما لم تصح نسبته إليه فلا يعول على شيء منه بحال.
وقد بلغنا أن بعض خلفاء الطريق أحرق بعض ما ينسب للشيخ من الفضائل المختلفة التي
تتنافى مع السنة المحمدية وأمر بإحراقها حيثما وجدت. وهل من منصف يستطيع أن يبين
لنا معنى لتتبع تلك الموهمات ـ حتى كأنه ليس في الطريق غيرها مع أنه لا خلاف بين
أهل الطريق في أنها مؤولة ـ وترك الصريح البيّن من الدعوة إلى الله عز وجل والعمل
بالكتاب والسنة والتمسك الشديد بهما وهو الذي عليه العمل وحده عند كل فرد من أهل
الطريقة؟ وحيث أن تلك العقائد المخالفة بحذافيرها لا خلاف بيننا في بطلانها ونحن
متفقون على البراءة من كل من يعتقدها كلها أو بعضها، فلم تبق إلا الخلافات الشخصية
وليست خلافاً جوهرياً.. فإن كان هذا النكير غيرةً على الدين حقيقة فلا يوجد أحد ـ
فيما نعلم ـ يعتقد تلك العقائد من التيجانيين فهو جهاد في غير عدو. ومن نسب إلى
الطريقة التيجانية أي عقيدة من تلك العقائد أو غيرها مما ينافي العقيدة الإسلامية
فهو كاذب. وصح عنه a: (ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها إن كان كافراً وإلا يكفر
بتكفيره)[1])[2]
4 ـ تكفير الدول الراعية للصوفية.
لم يكتف السلفية بكل تلك
التكفيرات التي ارتبطت بالصوفية، وإنما شملت تكفيراتهم أيضا كل دولة تؤيد هذه
الطرق، أو تنتشر بينها هذه الطرق.. وبذلك يصبح التكفير ـ لأول مرة ـ مرتبطا
بالجغرافيا.. ولذلك لا عجب أن يسمي السلفية السعودية [بلاد التوحيد]، لأنهم يعتقدون
أن غيرها من البلاد بلاد شرك.
وقد أشار ابن غنام إلى هذا
الموقف في تأريخه للدعوة الوهابية، فقال: (كان غالب
[1] نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان
الهيثمي، موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، (ص: 44)
[2] محمد الحافظ، براءة الطريقة التيجانية من كل ما يخالف
الشريعة، ص7.