ولخطورة المسألة لتعلقها بإسلام مئات
الملايين من المسلمين نعرض هنا ما ذكره الشيخ محمد الحافظ شيخ الطريقة التيجانية في ذلك
الحين، فقد كتب خطابا نشرته مجلة الفتح الصادرة في القاهرة العدد 418 بتاريخ:
الخميس 16 رجب 1353، جاء فيه بعد الحمد والصلاة والسلام على رسول الله: (إني أعلن
أننا لا نعتقد أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كتم
شيئاً مما أمِرَ بتبليغه، ومستحيل أن يُؤمَر بتبليغ ورد أو صلاة الفاتح أو غيرها
أو بيانِ فضلها فيكتم شيئاً من ذلك، ومن أعتقد ذلك فهو كافر بالله ورسوله لا يُقبل
منه صرف ولا عدل، ولا أدري كيف يعقل أن يكون قد كتم الورد وهو الاستغفار والصلاة
عليه a بأي صيغة ولا إله إلا الله.
وصلاة الفاتح موجودة قبل الشيخ (أي أبي العباس التيجاني) مشهورة فلا يصح بحالٍ كونـُها
ادّخِرَت له، ولم يثبت ذلك عنه)[1]
ورد على شبهة بقاء التشريع بعد رسول الله
a التي يرميهم بها خصومهم، فقال:
(ولا نعتقد أن هنالك بعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تشريعاً بأي وجه من الوجوه، وما
جاء به a مستحيل أن ينسخ شيء منه أو يزاد شيء
عليه، ومن زعم ذلك فهو كافر خارج على الإسلام)[2]
وبين المراد من التلقي المباشر من رسول
الله a، فقال: (وإننا وإن قلنا بجواز
أن يرى الوليُ رسولَ الله a في اليقظة إلا أننا نعتبر حكمها
حكم رؤية النوم الصحيحة سواء بسواء، ولا يعوّل فيها إلا على ما وافق شرعه k، وليست مشاهد
الأولياء بحجة وإنما الحجة هي الشريعة المحمدية. أما تلك فمبشرات مقيدة بشرعه
الشريف: ما قبـِله منها قبلناه وما لم يقبله فمذهبنا فيه حسن الظن فنحكم عليها حكم
الرؤيا المؤولة، ولا نشك أن معظم الرؤيا يحتاج إلى التأويل. وإنما رجحنا حسن الظن
لأن المؤمن الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو شحيح بدينه حريص على متابعته نستبعد
[1] محمد الحافظ، براءة الطريقة التيجانية من كل ما يخالف
الشريعة،ص3.
[2] محمد الحافظ، براءة الطريقة التيجانية من كل ما يخالف
الشريعة، ص3.