وقد علق ابن باديس على هذا بذكر مضار هذه الطريقة، والتي
تؤهلها كما يرى لكفر المنتسب لها، فقال: (فبهذا صارت الطريقة التيجانية في نظر أهل
العلم بالسنة والكتاب كأنها مسجد الضرر ضد الإسلام، فالله يقول في نبيه خاتم
النبيين، وهو يقولون في الشيخ التيجاني هو الختم وهو لبنة التمام للأولياء
فحجروا على الله ملكه وقطعوا المدد المحمدي وهم لا يبالون أو لا يشعرون، وحتى إن
شعروا فالمقصد يبرر الواسطة، وإذا سمعوا أن النبي أفضل النبيين قالوا إن التيجاني رجله على رقبة كل ولي لله، بهذه العبارة
الجافة من كل أدب الجارحة لعواطف كل مسلم لأن الولي في عرفهم يشمل النبي إذ يقولون
أن ولاية النبي أفضل من نبوته، ولا يبالون أن يكون أصابهم أفضل من أبي بكر وعمر
والعشرة المبشرين بالجنة الذين كانوا يخافون الحساب ولا يأمنون العقاب، ولم يكن
عندهم بشارة بالنجاة منهما، إذ لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.. دعاء
الإسلام إلى الجد ومحاسبة النفس والعمل على الخوف والرجاء في جميع نواحي الحياة
الدنيا على أن يكون ذلك على السداد والإخلاص ليكون ذخراً لسعادة الأخرى فجاءت
عقيدة ضمان الشيخ ودخول الجنة بلا حساب)[1]
هذا ما ذكره وما نقله ابن باديس في فتواه، ولم ينقل أي نص من
كتب التيجانية المعتمدة، أو من شيوخهم المعتبرين في ذلك الحين، والذين زار بعضهم
الجزائر، وصرح بخلاف التصريحات التي نقلت لابن باديس.
بل إن الدليل الذي ذكره هو ما تعود السلفية
على الاستدلال به من الحكايات والقصص، فقد حكى عن الحجوري المغربي قوله: (حكي لي
بعض القضاة قال: كان في محكمتي تسعون عدلا في البادية، وقد تقصيت أخبار الصالح
والطالح منهم لأعلم