والفضيل بن عياض وأبي سليمان
الداراني ومعروف الكرخي ومن بعدهم وإعراضهم عن حال الصحابة والتابعين الذين نطق
الكتاب والسنة بمدحهم والثناء عليهم والرضوان عنهم. وكان أحسن من هذا أن يفعلوا
كما فعله أبو نعيم الأصبهاني في الحلية من ذكره للمتقدمين والمتأخرين. وكذلك أبو
الفرج بن الجوزي في صفوة الصفوة وكذلك أبو القاسم التيمي في سير السلف، وكذلك ابن
أسد بن موسى إن لم يصعدوا إلى طريقة عبد الله بن المبارك. وأحمد بن حنبل. وهناد بن
السري وغيرهم في كتبهم في الزهد)[1]
وهكذا نجده يدافع عما نسب لهم
من أشياء تخالف الشريعة كقوله في السيدة رابعة العدوية: (وأما ما ذُكر عن رابعة
العدوية من قولها عن البيت: إنه الصنم المعبود في الأرض، فهو كذب على رابعة، ولو
قال هذا من قاله لكان كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قُتِل، وهو كذب فإن البيت لا
يعبده المسلمون، ولكن يعبدون رب البيت بالطواف به والصلاة إليه، وكذلك ما نقل من
قولها: والله ما ولجه الله ولا خلا منه، كلام باطل عليها)[2]
وهكذا نراه لا يكفر بسبب الكثير
من المصطلحات التي يغرم المتأخرون بتكفير أصحابها، بل يعذرهم في استعمالها، فقد
قال في [مجموع الفتاوى]: (واعلم أن لفظ الصوفية وعلومهم تختلف فيطلقون ألفاظهم على
موضوعات لهم ومرموزات واشارات تجرى فيما بينهم فمن لم يداخلهم على التحقيق ونازل
ما هم عليه رجع عنهم وهو خاسىء وحسير)[3]
بل إن ابن تيمية يقر الصوفية
على ما يذكرونه من وحدة الشهود والفناء، والذي