وتوصية باتباع ذلك، وتحذيرا
من المشي مع القدر كما مشى أصاحبهم أولئك وهذا هو الفرق الثاني الذي تكلم فيه
الجنيد مع أصحابه، والشيخ عبد القادر كلامه كله يدور على إتباع المأمور وترك
المحظور والصبر على المقدور ولا يثبت طريقاً تخالف ذلك أصلا، لاهو ولا عامة
المشايخ المقبولين عند المسلمين ويحذر عن ملاحظة القدر المحض بدون إتباع الأمر)[1].
وقال مثنيا على الشيخ
عبدالقادر الجيلاني: (قلت: (ولهذا يقول الشيخ عبد القادر - قدس الله روحه- كثير من
الرجال إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا وأنا انفتحت لي فيه روزنة فنازعت أقدار
الحق بالحق للحق والرجل من يكون منازعا لقدر لا موافقا له وهو - رضي الله عنه -
كان يعظم الأمر والنهي ويوصي باتباع ذلك وينهى عن الاحتجاج بالقدر)[2]
وقال عنه: (والشيخ عبد القادر
من أعظم شيوخ زمانه مأمرا بالتزام الشرع والأمر والنهى وتقديمه على الذوق، ومن
أعظم المشائخ أمرا بترك الهوى والاراده النفسية)[3]
وهكذا أثنى على الجنيد كثيرا،
وفي مواضع مختلفة من كتبه، كقوله: (والجنيد وأمثاله أئمة هدى، ومن خالفه في ذلك
فهو ضال. وكذلك غير الجنيد من الشيوخ تكلموا فيما يعرض للسالكين وفيما يرونه في
قلوبهم من الأنوار وغير ذلك؛ وحذروهم أن يظنوا أن ذلك هو ذات الله تعالى)[4]
وقال: (فمن سلك مسلك الجنيد
من أهل التصوف والمعرفة كان قد اهتدى ونجا