ووقف، ولم
يقل: ليس بمخلوق. فهو أكفر من الأول، وأخبث قولاً. ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن،
وتلاوتنا له؛ مخلوقة، والقرآن كلام الله؛ فهو جهمي خبيث مبتدع. ومن لم يكفر هؤلاء
القوم، والجهمية كلهم؛ فهو مثلهم)[1]
وهكذا قال
ابن بطة: (ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، مما أجمع على شرحنا له أهل
الإسلام، وسائر الأمة، منذ بعث الله نبيه k،
إلى وقتنا هذا.. من قال: مخلوق، أو قال: كلام الله، ووقف، أو شك، أو قال بلسانه،
وأضمره في نفسه، فهو كافر بالله حلال الدم، بريء من الله، والله منه بريء، ومن شك
في كفره، ووقف عن تكفيره، فهو كافر)[2]
وهذه الكلمات
الممتلئة بالتكفير كافية وحدها لاعتبار السلفية أكبر مدرسة تكفيرية في الأمة، لأن
هذه المقولات تنطبق على جميع المدارس الإسلامية من دون حاجة لأي تعيين أو تسمية.
فالتعيين
الذي يفر به بعض من يمارس التقية لا يقصد به العلماء ولا طلبة العلم، وإنما يقصد
به عوام الناس وبسطاؤهم فقط، كما قال أحمد بن منيع البغوي: (من زعم أنه مخلوق؛ فهو
جهمي، ومن وقف فيه؛ فإن كان ممن لا يعقل؛ مثل البقالين، والنساء، والصبيان؛ سُكت
عنه، وعُلم، وإن كان ممن يفهم؛ فأجره في وادي الجهمية)[3]
3 ـ نفي الصفات:
ذكرنا في
كتابنا [السلفية والوثنية المقدسة] أن المقصود بالصفات عند السلفية هو الأعضاء،
ولذلك يردون بشدة على ما يسميه المنزهة بنفي الكم المتصل عن الله، أو نفي