القرآن، أو
من يتوقف في ذلك، أو من يقول بأن الحروف والأصوات مخلوقة، وهذه جميعا أقوال أصحاب
المدارس الإسلامية الكبرى، كما سنرى في المبحث الثاني.
ومن الأقوال
التي يروونها عن الإمام أحمد في ذلك ما رواه ابنه عبد الله قال: (سألت أبي رحمه الله
عن قوم، يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت؟ فقال أبي: بلى إن ربك عز
وجل تكلم بصوت هذه الأحاديث نرويها كما جاءت).. وقال أبي رحمه الله: حديث ابن مسعود:
إذا تكلم الله عز وجل سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان، قال أبي: وهذا الجهمية تنكره..
وقال أبي: هؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس، من زعم أن الله عز وجل لم يتكلم
فهو كافر، ألا إنا نروي هذه الأحاديث كما جاءت)[1]
وروى أبو بكر
الخلال عن المروذي قال: (سمعت أبا عبد الله وقيل له: أن عبد الوهاب قد تكلم وقال:
من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله وعدو الإسلام، فتبسم أبو عبد
الله وقال: ما أحسن ما قال عافاه الله)[2]
وبناء على
هذا نص كل سلف السلفية وخلفهم على كفر من يقول بخلق القرآن، يقول إمام السلفية في عصره أبو محمد الحسن بن
علي البربهاري (329هـ):
(والإيمان بأن الله تبارك وتعالى هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور، وموسى يسمع
من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره، فمن قال غير هذا، فقد كفر
بالله العظيم)[3]