ولهذا نراهم
يبالغون فيما يسمونه محنة خلق القرآن الكريم مبالغة عظيمة، وكأن الإسلام كاد ينهد
لولا وقوف سلف السلفية كالجدار المنيع دون تلك الفتنة التي كادت تقضي على القرآن
الكريم.
أو كما عبر
على ذلك بعضهم، فقال: (لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها لذهب الإسلام)[1]
أو كما يروون
عن علي بن المديني قوله: (أيد اللَّه هذا الدين برجلين لا ثالث لهما أبو بكر
الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل فِي يوم المحنة)[2]
ويروون أنه قيل
لبشر بن الحارث يوم ضرب أحمد: قد وجب عليك أن تتكلم، فقال: (تريدون مني مقام
الأنبياء ليس هذا عندي.. حفظ اللَّه أحمد بن حنبل من بين يديه ومن خلفه) ثم قَالَ
بعد ما ضرب أحمد لقد أدخل الكير فخرج ذهبة حمراء[3].
ويروون عن الربيع
بن سليمان أن الشافعي قال: (من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر) فقيل له: تطلق عليه اسم
الكفر، فقال: (نعم من أبغض أحمد بن حنبل عاند السنة، ومن عاند السنة قصد الصحابة،
ومن قصد الصحابة أبغض النَّبِيّ k ومن أبغض النَّبِيّ k كفر بالله العظيم)[4]
وهكذا أصبح
أحمد بن حنبل عند السلفية بسبب هذه المسألة نبيا، يمتحن على أساسه إيمان المؤمنين،
فمن أحبه كان مؤمنا، ومن أبغضه كان كافرا.
وبناء على
هذا ينطلق السلفية من إمامهم أحمد بن حنبل في تكفير من يقول بخلق