قال: مشافهة)[1]، ورووا عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أنه قال: (كأن الخلق لم يسمعوا القرآن حين سمعوه من فيه يوم القيامة)[2]
وروى الإمام
أحمد في كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة) في [باب بيان ما أنكرت الجهمية من أن
يكون الله كلم موسى] من حديث الزهري قوله: (لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا
الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي، إنما كلمتك بقوة عشر آلاف لسان،
ولي قوة الألسن كلها، وأنا أقوى من ذلك، وإنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك، ولو
كلمتك بأكثر من ذلك لمت.. قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا كلام ربك؟
قال: سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم. قالوا: فشبِّهه؟ قال: هل سمعتم أصوات
الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها فكأنه مثله)[3]
وقال أبو
الفضل التميمي في اعتقاد الإمام أحمد –وهو الذي
يعتمد عليه الأشعريان في نقل معتقده-: (وكان يقول: إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق،
وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف)[4]
وبناء على
هذا، فقد وضعوا الشروط الكثيرة المرتبطة باعتبار القرآن الكريم كلام الله، وهي
كلها ترجع إلى تشبيه قراءتنا للقرآن الكريم بتكلم الله به.. وكأن مخارج حروفنا
والهواء الذي يصدر من أجهزتنا عندما نتكلم، والذي يحصل بسببه الكلام هو نفسه يقع
لله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا عظيما.