ولهذا فقد نص الصوفية جميعا
باختلاف مناهجهم على استحالة الحلول والاتحاد، كما قال الشيخ محي الدين بن عربي في
عقيدته الصغرى: (تعالى الحق أن تحله الحوادث أو يحلها)[2]
وقال في عقيدته الوسطى: (اعلم
أن الله تعالى واحد بالإِجماع، ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء، أو يحل هو في
شيء، أو يتحد في شيء)[3]
وقال في باب الأسرار: (لا
يجوز لعارف أن يقول: أنا الله، ولو بلغ أقصى درجات القرب، وحاشا العارف من هذا
القول حاشاه، إِنما يقول: أنا العبد الذليل في المسير والمقيل)[4]
وقال في باب الأسرار: (من قال
بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل
الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول)[5]
وقال: (لو صحَّ أن يرقى
الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب
الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد
بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً)[6]