ودعْ مقالةَ قوم
قال عالمُهم
الاتحادُ مُحُالٌ لا يقول به
وعن حقيقتِه وعن شريعتِه
بأنَّه بالإِله الواحد اتحَدا
إِلا جهولٌ به عن عقلهِ شَرَدَا
فاعبدْ إِلهَك لا تشركْ به أَحَدا
واستدل على ذلك عقلا بقوله:
(من أعظم دليل على نفي الحلول والاتحاد الذي يتوهمه بعضهم، أن تعلم عقلاً أن القمر
ليس فيه من نور الشمس شيء، وأن الشمس ما انتقلت إِليه بذاتها، وإِنما كان القمر
محلاً لها، فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حل فيه)[1]
والصوفية يردون على خصومهم من
السلفية عند ذكرهم لهذه التهمة بأقوال ابن تيمية الكثيرة التي ينفي فيها عن
الصوفية هذه التهمة رغم مخاصمته الشديدة لهم، كما قال في فتاويه: (ليس أحد من أهل
المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولا اتحاده به،
وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب، اختلقه الأفاكون
من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة النصرانية)[2]
وقال: (كل المشايخ الذين يُقتدَى
بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها من أن الخالق سبحانه
مباين للمخلوقات. وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته،
وأنه يجب إِفراد القديم عن الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق، وهذا في كلامهم أكثر
من أن يمكن ذكره هنا)[3]