[النازعات:24]، ولكنه ليس
يجد له مجالاً، وهو كما قال)[1]
ومع أن هذا النص واضح في
تنزيه الله وتعظيمه وأنه صاحب الوجود الحقيقي، وما عداه لا يملك هذا الوجود
الأصلي، بل وجوده تبعي، فقد علق عليه الكاتب بقوله: (هذا النص مشحون ـ أي بوحدة
الوجود ـ لكن أهم ما فيه هو: 1- استعمال الغزالي أساليب علم الكلام لإثبات أمر
غيبي تتعذر معرفته إلا عن طريق الوحي.. 2- قوله: (المنفرد بالوجود هو الله تعالى إذ ليس معه موجود سواه)
يعني: أن الله جلت قدرته، لم يخلق شيئاً من العدم، إذ لو خلق شيئاً من العدم لكان
هذا الشيء غير الله، ولكان مع الله موجود آخر غيره، لكن الحجة يقرر أن ليس مع الله
موجود سواه، وهذه هي: (وحدة الوجود).. 3- إعطاؤه لكلمة (الربوبية) معنى لم يرد عن
خير البشر، ولا عن خير القرون، ولا عن تابيعهم.. 4- إيراده القول الذي يعزوه إلى
بعض مشايخ الصوفية والذي يفيد:(أ- إن فرعون رب في الباطن، وقد صرح بهذه الربوبية.
لننتبه إلى كلمة (صرّح). ب-
هذه الربوبية هي في باطن كل إنسان، أي: أن كل إنسان هو رب في الباطن، لكنه لا يجد
مجالاً لاستشعار هذه الربوبية أو للتصريح بها مثل فرعون).. 5- تقرير الغزالي صحة
هذا القول لقوله: (وهو كما قال)[2]
بهذه الطريقة يحلل السلفية
كلام العارفين، وبقلوبهم المريضة يحولون تلك المعاني الرقيقة السامية إلى هذا
المنحدر السحيق.. كل ذلك ليرضوا نزوة تكفير علم عظيم اتفقت الأمة على احترامه
والاستفادة منه.
وهكذا ينقل قول الغزالي ـ وهو يتحدث عن
إكرامات الله للسالكين إليه ـ: (ومن ارتفع الحجاب بينه وبين الله تجلى صورة الملك
والملكوت في قلبه، فيرى جنةً عرض