يقول في ذلك: (هذه أقوال لبعض
كبار القوم، نخلص منها إلى أن للصوفية عقيدة واحدة يدين بها كل المتصوفة قديمهم
وحديثهم، وأن الطرق الصوفية (كالشاذلية والرفاعية والقادرية والخلوتية والنقشبندية
واليشرطية والمولوية والبكطاشية والتجانية وغيرها وغيرها، وإن اختلفت أسماؤها، فهي
كلها تؤدي إلى هدف واحد هو العقيدة الصوفية الواحدة)[1]
وهو ـ كسائر السلفية في
تعاملهم مع المخالفين لهم ـ يشق على قلوبهم، ويرميهم بالتقية إن دافعوا عن أنفسهم
في وجه أي بهتان يصب عليهم.. ويصورهم بصورة المتآمرين على ذلك الإسلام السلفي
النظيف، فيقول: (سيظن الكثيرون -بناء على ما تقدم- أنه يكفي لدراسة الصوفية أن
ندرس عقيدة صوفي واحد، كالغزالي مثلاً، أَو ابن عربي، أو ابن عجيبة، أو غيره، ثم
نطلق حكماً بكل ثقة واطمئنان على جميع المتصوفة، وإن حكمنا سيكون علمياً صحيحاً، فنقول:
هذا صحيح كل الصحة من الناحية العلمية، ولكننا أمام جماعة باطنية لهم عقيدة سرية،
استهوت عقولهم ونفوسهم واستحوذت عليها، فلا يهتدون سبيلًا إِلا سبيلها، وهم
يدافعون عنها بكل ما لديهم من إِمكانيات وبالمراوغات والمغالطات واللف والدوران
وجميع الأساليب اللاعلمية واللاأخلاقية)[2]
ثم يضرب مثلا على ذلك فيقول ـ
بيقين ليس وراءه يقين ـ (وكمثل على ذلك: إِنهم يعلمون يقيناً وخاصة الواصلون منهم
أن الصوفية هي كفر وزندقة بالنسبة للشريعة الإسلامية، ومع ذلك فهم يكتمون هذه
الحقيقة ويشيعون بين الناس أن الصوفية هي قمة
[1] الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة
في التاريخ، ص8.
[2] الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة
في التاريخ، ص8.