المعارف، وعلم الأسرار، وعلم
الباطن، وعلم التصوف، وعلم الأحوال، وعلم المعاملات، أي ذلك شئت فمعناه واحد)[1]، وقول أبي طالب المكي: (فأما
المعرفة الأصلية التي هي أصل المقامات ومكان المشاهدات، فهي عندهم واحدة؛ لأن
المعروف بها واحد، والمتعرف عنها، إلا أن لها أعلى وأول، فخصوص المؤمنين أعلاها،
وهي مقامات المقربين، وعمومهم أولها، وهي مقامات الأبرار، وهم أصحاب اليمين)[2]
وهكذا نص على هذا الصوفية
المتأخرون من أمثال ابن عجيبة الذي قال: (..بخلاف مذهب الصوفية، فهي متفقة في
المقصد والعمل وإن اختلفت المسالك.. فمرجع كلام القوم في كل باب لأحوالهم، وإلا
فلا تنافي بين أقوالهم لمن تأملها، وذلك بخلاف مذهب غيرهم، والوجه فيه أن الحق
واحد وطريقه واحدة وإن اختلفت مسالكها، فالنهاية واحدة، والذوق واحد، وفي معنى ذلك
قال قائلهم:
الطرق شتى وطريق[3] الحق واحدة والسالكون
طريق الحق أفراد
ومذهب الصوفية هو الاتفاق في
الأصول والفروع، أما الأصول فنهايتهم الشهود والعيان، وهم متفقون فيه لأنه أمر
ذوقي لا يختلف)[4]
وهكذا قال الشيخ عبد القادر
عيسى: (وإن الطريق واحدة في حقيقتها، وإن تعددت المناهج العملية، وتنوعت أساليب
السير والسلوك، تبعاً للاجتهاد وتبدل المكان والزمان، ولهذا تعددت الطرق الصوفية،
وهي في ذاتها وحقيقتها وجوهرها واحدة)[5]