ثم أجاب د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
على هذا بقوله: (ولا
شك أن هذه الدعوة وكذا جوابها تعطي دلالة جليّة على فداحة الانحراف سواءً في نجد
أو خارجه وتكشف شدة التلبيس والمغالطة في شأن هذين الملحدين، فابن سحيم يهوّل من
هذا الاتهام، ويرسل إلى الآفاق أن الشيخ الإمام يكفّرهما.. والشيخ الإمام ينفي هذا
الاتهام، ويجعله بهتاناً عظيماً مع أن كفرهما ظاهر بيّن، حتى قال الإمام الذهبي –عن ابن عربي-: (ومن أردأ تواليفه كتاب
الفصوص، فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة،
فواغوثاه بالله)[2]، والإمام البقاعي إنما جعل
كتابه تنبيهاً للغبيّ فحسب! فسمّاه (تنبيه الغبي في تكفير ابن عربي)، كما قال
الذهبي – عن تائية ابن الفارض -: (فإن لم
يكن في تلك القصيدة صريح الاتحاد الذي لا حيلة في وجوده، فما في العالم زندقة ولا
ضلالة)[3]، وإنما نفى الشيخ الإمام عن
نفسه دعوى تكفير ابن عربي وابن الفارض؛ فلأنه لم يقرر تكفيرهم ولم يتحدث عنها أو
يشتغل بهما، لاسيما وأن الشيخ الإمام في مستهل دعوته، وابتداء تعليمه وتبليغه،
ويحتاج إلى الترفق بالناس وتأليفهم[4]. خاصة وأن فئاماً من الناس
يعظّمون ابن عربي، وينخدعون بكتابه [الفتوحات المكية]، وكذا ابن الفارض)[5]
ولم يقتصر
اهتمام الحنابلة بالتصوف على المتأخرين، بل سبقهم إليه الكثير من