لهم خبرة بالعقليات بل هم
يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على
الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها، وقد اعتقد أقوال أولئك فجميع ما
يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك، بل إما أن
يظنوه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه، وهذه حال مثل أبي حاتم
البستي وأبي سعد السمان المعتزلي ومثل أبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي والقاضي
عياض وأبي الفرج ابن الجوزي وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم)[1]
وقد علق على هذا النص من ابن
تيمية بقوله: (وتأمل كيف عد عياضاً مع النفاة والذي جل شرح النووي –في الحقيقة- نقل عنه وعن أخدانه من الأشاعرة والمتكلمين
وأمرهم كما قال بعض السلف: [ اعتبروا الناس بأخدانهم ])[2]
بالإضافة إلى هذا يذكر الشمري
من الأمور الموجبة لكفر ابن الجوزي قبوريته وشركه الجلي، فقال: (والرجل –أعني ابن الجوزي- قبوري هالك فمن أقواله: كثر ضجيجي من مرضي، وعجزت عن طب نفسي،
فلجأت إلى قبور الصالحين، وتوسلت في صلاحي..)، ولأجل هذا وغيره اشتد نكير العلماء
عليه ونقموا أقواله، كما قال ابن رجب)[3]
وقال الشمري في كتاب آخر
يتحدث عنه ويعاتب العلماء الذين يتوقفون في تكفيره على الرغم من تكفير من هم دونه:
(الوجه الثالث: قولهم عن ابن الجوزي أنه (من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله
الأمة بعلمهم)، باطل من القول بل الرجل