المتأول له بمعنى أنه يقرب
رحمته … الثاني: الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنـزيه).. ومنها قوله فض الله فاه: ثم لم يذكر
الرسول الأحاديث جملة (أي: أحاديث الصفات)، وإنما كان يذكر الكلمة في الأحيان؛ فقد
غلط من ألفها أبوابا على ترتيب صورة غلطا قبيحا، وقوله: قال الله تعالى ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو
الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ﴾ قال المفسرون: معناه: يبقى ربك، وكذا قال في قوله ﴿يُريدُونَ وجَهْهُ﴾، أي: يريدونه، وقوله: وقال
الحسن في قوله تعالى﴿يَدُ اللهِ فَوْقَ
أَيْدِيهِمْ﴾، أي: منته وإحسانه، قلت:
وهذا كلام المحققين.. وقوله لعنه الله: وقد ذهب القاضي أبو يعلى إلى أن الساق صفة
ذاتية، وقال مثله في (يضع قدمه في النار)... قلت: وذكرُ الساق مع القدم تشبيه محض)[1]
وقد نقل الشمري رسالة كتبها
حنبلي مجسم هو إسحاق العثلي الحنبلي ينصح فيها الحنبلي المنزه ابن الجوزي، وكان
مما قال له فيها: (فكيف تصفون اللَّه سبحانه بشيء مَا وقفتم عَلَى صحته،
بَل بالظنون والواقعات، وتنفون الصفات الَّتِي رضيها لنفسه، وأخبر بها رسوله بنقل
الثقات الأثبات، يحتمل، ويحتمل... لَقَدْ آذيت عباد اللَّه وأضللتهم، وصار شغلك
نقل الأقوال فحسب... ولقد سودت وجوهنا بمقالتك الفاسدة، وانفرادك بنفسك، كأنك جبار
من الجبابرة، ولا كرامة لَك ولا نعمى، ولا نمكنك من الجهر بمخالفة السنة)[2]
بل نقل عن ابن تيمية ما يدل
على تكفيره ورميه بالتجهم والتعطيل، فقد قال في [درء تعارض العقل والنقل]: (فإن
قيل قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن
الرسول واقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة
كثير ممن له معرفة بذلك، قيل هؤلاء أنواع نوع ليس