هذا الانحراف، ويقلل من شأنه.
إضافة إلى ذلك فإن جملة من العداء والخصومة بين الدعوة ومخالفيها في مسائل التوحيد
والشرك والتكفير والقتال، فإنه لا ينفك عند الخصوم من جذور كلامية، وشطحات صوفية،
وقد تتبع الباحث آراء مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل الدعوة، واستخرجها من كتب
الاعتقاد والفقه، والتاريخ والتراجم، والرسائل الشخصية والأشعار.. ثم صنفها)[1]
ومن فصول الكتاب المهمة التي
بين فيها الباحث التوافق الشديد بين سائر مذاهب الأمة والمذهب الحنبلي: (الفصل
الثاني: علم الكلام عند علماء نجد.. والفصل الثالث: التصوف عند علماء نجد)، وقد
بين فيهما بالأدلة الكثيرة من كتب الحنابلة أنفسهم، ومن كتب أئمة الدعوة الوهابية
أن الحنابلة في ذلك الحين دخلهم علم الكلام والتنزيه الكلامي الذي يتناقض مع
الرؤية السلفية التي تعتبره تجهما وتعطيلا وكفرا.. ودخلهم كذلك البعد الصوفي بجميع
آثاره، والذي يرميه السلفية بالقبورية والشرك الجلي.. والأدلة كلها تشير إلى أن
غيرهم من الحنابلة في سائر بلاد العالم الإسلامي كانوا على منهاجهم.
وقد أشار الكاتب في الفصل
الذي عقده عن حنابلة نجد وعلم الكلام إلى أن الحنابلة الحقيقيين الذين ساروا على
منهج السلف لم يكونوا إلا عددا محدودا جدا مقارنة بغيرهم.
وقد نقل من ذلك عن ابن القيم
قوله: (وجميع المتقدمين من أصحابه على مثل منهاجه، وإن كان بعض المتأخرين منهم من
دخل في نوع من البدعة التي أنكرها أحمد، ولكن الرعيل الأول من أصحابه كلهم وجميع
أئمة الحديث قولهم قوله)[2]
[1]
مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل
الدعوة الإصلاحية، ص3.