والتصوف فقط.. فهو لم يجلب (ابن
تيمية) من أجل (الفقه).. ولا من أجل (ذم الجهمية والمعتزلة والشيعة).. ولا من أجل (مسألة
خلق القرآن).. ولا الرؤية والميزان والصراط والشفاعة وصفة نعيم الجنة وعذاب النار...
كلا.. لأن هذه الأمور (الفقه والعقائد) كانت موجودة أصلاً عند حنابلة نجد.. وهي
أصيلة في التيارات أو الاتجاهات الحنبلية الثلاثة.. وقد كانت كتب ابن تيمية
(الفقهية لا العقدية) محل اهتمام عند حنابلة نجد.. وبما أن كتب ابن تيمية
(الفقهية) معروفة عند حنابلة نجد.. فكأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول: هذا
شيخكم الحنبلي شيخ الإسلام صاحب الإختيارات وماليء الدنيا وشاغل الناس يقرر بأن ما
أنتم عليه هو (الشرك الأكبر) الذي يوجب القتل والجهاد)[1]
ولخص الإضافات الوهابية
للمدرسة الحنبلية والتيمية، فقال: (أما إضافات الوهابية، فأشهرها الحكم على البلدان الإسلامية التي
فيها (تعظيم للقبور أو تبرك وتوسل بالصالحين) بأنها بلا د شرك وليس بلاد إسلام..
والحكم على سكانها أو المتأولين من علمائها بأنهم كفار.. والتصريح بتكفير
للمعينين من علماء الحنابلة فضلاً عن غيرهم.. وإنزال الآيات التي نزلت في المشركين
وجعلها في المسلمين...وتقسيم بلاد الإسلام لديار إسلام تابعة للوهابية وديار كفر
تابعة لمخالفيهم.. وإضافة شروط لـ (لا إله إلا الله).. وإضافة نواقض لها... وجعلها
في المسلمين المخالفين للوهابية.. فإذا كان من نواقض الإسلام التي ذكرها ابن تيمية
(مظاهرة المشركين على المسلمين) فقد جعلها الوهابية (في مظاهرة المشركين من أهل
العيينة على المسلمين من أهل الدرعية).. أعني أنزلوا خصومهم منزلة المشركين
الأصليين وأنزلوا أنفسهم منزلة المسلمين فقط الذين لا يوجد في الأرض غيرهم)[2]
[1]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص29.
[2]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص30.