وقد ضرب بعض الأمثلة على ذلك،
فقال: (من يقرأ مناقب أحمد لابن الجوزي الحنبلي (المؤول المنزه) يجده معظماً
لمسألة القبور وتوابعها، ومن يقرأ آراء الحنابلة المتقدمين (المشبهة المثبتة) في
التراجم... يجدهم معظمين لمسألة القبور وتوابعها... بل بعضهم موغل في التصوف إلى
القول بوحدة الوجود كالهروي الحنبلي.. ومن يقرأ كتب ابن تيمية يجده مستنكراً
لمسألة القبور وتوابعها، ففارق ابن تيمية في هذه المسألة المذهب الحنبلي كله)[2]
وبذلك فإن مدرسة الحنابلة
بالنسبة للسلفية لا يختلف الحكم عليها عن سائر المدارس، اللهم إلا من تبع ابن
تيمية منهم.. بل لا يكفي ذلك، فقد كان من أتباع ابن تيمية من كفره ابن عبد
الوهاب..
وقد لخص المالكي الفروقات بين
ابن تيمية والحنابلة، فقال: (فابن تيمية اتفق مع حنبلية ابن الجوزي في الفقه فقط..
واتفق مع حنبلية المتقدمين في الفقه والصفات معاً.. ولكنه اختلف مع الحنبليتين في (موضوع
القبور والتبرك والتوسل)..من هنا قلنا: إن ابن تيمية له مذهب في العقائد يختلف عن
الحنابلة كلهم في هذه المسألة)[3]
ولخص الفروقات التي ميزت حركة
الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن مدرسة ابن تيمية بقوله: (ومن هنا نعلم سر اختيار
الشيخ محمد بن عبد الوهاب لمدرسة ابن تيمية دون غيرها من مدارس الحنابلة العقدية..
فضلاً عن مدارس السنة..لقد اختار مدرسة ابن تيمية وجلبها إلى نجد لأجل هذه العقيدة
ضد أصحاب القبور والتوسل والتبرك
[1]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص27.
[2]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص28.
[3]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص28.