والشيخ ابن العريف والشيخ
أبي الحسن الشاذلي وخلائق من أولياء الله الكبار الصفوة الأخيار.. وكذلك عقيدته في
الجهة وما نقل عنه فيها من الأقوال الباطلة، وغير ذلك مما هو معروف في مذهبه)[1]
وهذا النص وحده كاف عند
السلفية لإدانيته بالتصوف والتجهم والقبورية والشرك الجلي والطعن في المقدسين
المعصومين من أهل الحديث.
ومنهم قاضي القضاة المحدث الشيخ تاج
الدين السبكي الشافعي (المتوفى 771هـ)، صاحب (طبقات الشافعية الكبرى) وغيرها من المؤلفات التي لا
يزال الشافعية وغيرهم يعتمدونها، وهو لا يختلف عن والده في عقيدته أو مواقفه من
ابن تيمية.
وقد قال في ترجمته لوالده
الحافظ السبكي الذي مر معنا في هذا المبحث، والذي كان معاصرا لابن تيمية ومن
المتصدين له: (إمامٌ
ناضح عن رسول الله k بنضاله
وجاهد بجداله ولم يلطخ بالدماء حد نصاله، حمى جناب النبوة الشريف بقيامه في نصره وتسديد سهامه للذب
عنه من كنانة مصره فلم يخط على بعد الديار سهمه
الراشق ولم يخف مسام تلك الدسائس فهمه الناشق، ثم لم يزل حتى نقى الصدور من شبه دنسها ووقي من الوقوع في
ظلم حندسها، قام حين خلط على ابن تيمية الأمر
وسول له قرينه الخوض في ضحضاح ذلك الجمر حين سد باب الوسيلة يغفر
الله له ولا حرمها،
وأنكر شدّ الرحال
لمجرد الزيارة لا واخذه الله)[2]
ومنهم المحدث الكبير الذي
يرجع إليه السلفية كثيرا في كتبه ومنظوماته الحديثية مع أنهم يكفرونه الحافظ زين
الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي (المتوفى 804 هـ) الذي نقل عنه تلميذه الحافظ بدر
الدين العيني في (عمدة القاري شرح صحيح البخاري)