من السلفية المعاصرين للسبكي
لا يختلفون في أي شيء عن أتباع أتباع ابن تيمية بعدهم إلى عصرنا، وكيف يختلفون
ومأكل عقولهم ومشربها واحد، وهو تلك الكتب المليئة بالحقد والكراهية على جميع
المسلمين، بل على جميع البشر.
ومن أتباع المدرسة الشافعية
الذين سلط عليهم السلفية سيف التكفير الإمام الحافظ المفتي الشيخ صلاح الدين خليل
العلائي الدمشقي المقدسي (المتوفى 760 هـ)، الذي ألف كتابا في مشروعية زيارة قبر رسول الله k، والرد على ابن تيمية في ذلك، وذلك ما
يجعله قبوريا جلدا ـ كما يعبر السلفية ـ
ومنهم الحافظ قاضي القضاة العز بن
جماعة (المتوفى 767 هـ) الذي ذكر المؤرخون أنه وقّع على فتوى ابن تيمية بعدم جواز شد
الرحال لزيارة قبر النبي k وقبور الأنبياء بقوله: (القائل بهذه المقالة ضال مبتدع)[1].. وذلك يكفي لاعتباره قبوريا
مشركا، بالإضافة لتجهمه وتعطيله الذي لا يخلو منه شافعي صادق الاتباع للشافعي.
ومنهم الشيخ عفيف الدين أبو
السعادات اليافعي المكي الشافعي، (المتوفى 768هـ) صاحب الكتاب التاريخي المشهور (مرآة
الجنان وعبرة اليقظان)، وقد أرخ فيه لسنة وفاة ابن تيمية بقوله: (وفيها مات بقلعة
دمشق الشيخ الحافظ الكبير تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن
تيمية معتقلاً، ومنع قبل وفاته بخمسة أشهر من الدواة والورق.. سمع من جماعة وبرع
في حفظ الحديث والأصلين، وكان يتوقد ذكاء ومصنفاته قيل أكثر من مائتي مجلد، وله
مسائل غريبة أنكر عليه فيها وحبس بسببها مباينة لمذهب أهل السنة، ومن أقبحها نهيه
عن زيارة قبر النبي k، وطعنه في مشائخ الصوفية العارفين كحجة الإسلام أبي حامد الغزالي
والأستاذ الإمام أبي القاسم القشيري