والكتاب بعنوان [بيان تلبيس
الأشعرية ونقض بدعهم الكفرية]، وهو لإبراهيم بن رجا الشّمّريّ، وقد قال في مقدمته
في بيان وجوب تسمية المبتدعة والتحذير منهم: (والمبتدع حقه الإهانة والثناء بالشر
والتحذير والحذر، قال طاووس للناس لما رأى مبتدعاً يطوف في البيت: (هذا فلان،
فأهينوه)، والعمل بهذه الواجبات والسنن متوقفة على معرفة أصحابها ومعرفتهم متوقفة
على معرفة سنن السلف ومنهجهم في هذا الباب، فصار الأمر في غاية الأهمية والضرورة
لتحقيق هذا المطلوب والتقرب إلى الله عز وجل به، لأجل هذا وغيره صنف الأئمة
مصنفات مستقلة في بيان حال أهل الزيغ والكلام، وذكروا في مقامات تبيين السنة أئمة
السنة بأسمائهم، وجعلوا حب المرء وذكره لهم علامة على سنيته، وكذلك ذكروا رؤوس
المبتدعة بأسمائهم وجعلوا ذكرهم علامة على ابتداع ذاكرهم، وقد قال الوليد
الكرابيسي –وصدق- في وصف أهل السنة: (ألم تروا إلى الواحد منهم يجيء إلى الرجل الجليل فيبدعه، ويمزق في وجهه)، هكذا هم أهل
السنة ساروا على ما كان يبايع به النبي k أصحابه من (أن يقولوا الحق أينما كان ولا يخافوا في الله لومة لائم)، فالواجب على كل متبع صادق في اتباعه
إعمال هذا المنهج في الحكم على الصغير والكبير مهما عظمت منزلت المرء عند بعض
الخلق فلا يخاف السني في الله لومة لائم)[1]
وبناء على هذه الدوافع التي
سنها السلفيون الأوائل، والتي لا يكون السلفي سلفيا إلا بمراعاتها، رد على
المتقلبين من السلفية الذين يكيلون بالمكاييل المزدوجة، فيظهرون سلفيتهم مع من
شاءوا، فيكفرونهم، ويتميعون مع آخرين، فيسكتون عنهم،