وقد قال عنه الحافظ
أحمد بن عبد الله العجلي: (هو ثقة، صاحب رأي ليس عنده حديث، وكان يتشيع)، وقد علق
عليه الذهبي بعد أن نقل ذلك عنـه بقوله: (فكـان العجـلي يوهم في الإمام أبي عبد
الله التشيع لقوله:
إن كان رفضاً حب آل محمد فلشهد الثقلان أني رافضي[2]
بل إن يحيى
بن معين ـ إمام الجرح والتعديل على الإطلاق عند السلفية ـ حكم على الشافعي بأنه
ليس بثقة، ومثله المحدث أبو عبيد القاسم بن سلام.
قال ابن عبد
البر في [جامع بيان العلم وفضله]: (ومما نقم على ابن معين وعيب به أيضاً قوله في
الشافعي أنه ليس بثقة، وقيل لأحمد بن حنبل: أن يحيى بن معين يتكلم في الشافعي.
فقال أحمد: ومن أين يعرف يحيى الشافعي، وهو لا يعرف ولا يقول ما يقول الشافعي أو
نحو هذا، ومن جهل شيئاً عاداه.. وقـد صح عن ابن معين من طـرق أنه كان يتكلم في
الشافعي على ما قدمت لك حتى نهاه أحمد بن حنبل، وقال له: لم تر عيناك قط مثل
الشافعي)[3]
أما النووي ـ
شارح صحيح مسلم وغيره ـ فحاله لا يختلف عن حال ابن حجر، ذلك أن السلفية يرجعون
كثيرا إلى كتبه، ويستدلون بها على خصومهم، وهذا ما جعلهم في حرج من التصريح بكفره،
وإن كانوا يلمحون لذلك.
وقد كتب
بعضهم كتابا في إثبات كفره، وفي الرد على السلفية المميعة والمرجئة ـ كما يذكر ـ
وهو يلزمها بلوازم أقوالها في غيره، لأنه لامعنى أن يفرق بين الناس في
[1]
الرواة الثقات المتكلم فيهم بما
لايوجب ردهم ص 32.
[2]
الرواة الثقات المتكلم فيهم بما
لايوجب ردهم ص 32.