المعروفين بالعلم لأني لا
أعرف حاله فهو من جنس السبكي وأضرابه الغالين الذين يصنفون في إباحة الشرك زاعمين
أن ذلك من تعظيم الرسول ثم لو كان الرملي من أهل العلم.. هذا يوجب كفره وارتداده)[1]
فتطبيق هذا النص وحده على
أعلام الشافعية كاف في تكفير جميع المدرسة، ذلك أن أكثر علماء الشافعية إن لم نقل
كلهم كانوا إخوانا للسبكي والرملي، أو نسخا مشابهة لهما.. وحتى الذين يرضى عنهم
السلفية مثل ابن حجر العسقلاني، فقد رأينا تصريحاتهم وتلميحاتهم في تكفيره، ومثله
النووي، وسنرى تكفيرهم له في هذا المبحث.
بل قد صرح بعضهم بتكفير الشّافعي صاحب المذهب نفسه
باعتباره قبوريا متصوّفا يزكّي أبا حنيفة، ومن زكى الكافر كافر، فقد قال: (الشّافعي
العاذريّ الارتيابيّ المرجئ المذهبيّ الجلد قبوري متصوّف يزكّي أبا حنيفة الّذي
أجمع السّلف على تكفيره. وترحّمه عليه في كتابه [الأمّ] يبيّن أنّ تضليله له عنى
به في أقصى الحالات تبديعا دون تكفير) [2]
واستدل على قبوريته بما رواه علي
بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: (إنى لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل
يوم - يعني زائرا - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره، وسألت الله
تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى)[3]
بالإضافة إلى
هذا فقد اتهم بالتشيع، واستندوا في ذلك كما ينقل الذهبي إلى موافقته الشيعة في عدة
مسائل فقهية كالجهر بالبسملة والقنوت في صلاة الصبح والتختم