من الصحابة يقف عنده ويدعو
لنفسه ): (نفيـه مردود عليه من قصوره أو مكابرته، ففي الشفاء قال بعضهم: رأيت أنس
بن مالك أتى قبر النبي k
فوقف فرفع يديه
حتى ظننت أنه افتتح الصلاة، فَسَلّم على النبي k
ثم انصرف) [1]
وقال تعليقا على قول ابن
تيمية (ولكن كانوا يستقبلون القبلة ويدعون في مسجده k
، قال: ومالك من
أعظم الأئمة كراهية لذلك ): (كذا قال وهو خطأ قبـيح، فإن كتب المالكية طافحة
باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلاً له مستدبر القبلة) [2]
ثم قال تعليقا على ذلك كله:
(ولكن هذا الرجل ابتدع له مذهباً وهو عدم تعظيم القبور، وإنها إنما تزار للترحم
والاعتبار بشرط أن لا يُشدّ إليها رحل، فصار كل ما خالفه عنده كالصائل لا يبالي
بما يدفعه، فإذا لم يجد له شبهة واهية يدفعه بها بزعمه، انتقل إلى دعوى أنه كَذب
على من نُسب إليه، مجازفـة وعدم نصفـه، وقد أنصف من قال فيه: علمه أكبر من عقله...
) [3]
وقيمة هذا الكلام هنا هو أن
نظرة المدرسة المالكية لمالك تختلف اختلافا جذريا عن نظرة السلفية له، وكذا
رواياتهم عنه تختلف اختلافا جذريا عن روايات السلفية .. ومطالعة روايات المالكية
عن مالك لا تحكم عليه إلا بالكفر عند السلفية ..
ومن أعلام المالكية الكبار
الذين يشملهم التكفير السلفي العالم الفقيه الشيخ أبوالمحاسن جمال الدين يوسف بن
أحمد بن نصر الدجوي المالكي (المتوفى 1365هـ)، فمن كلامه في رسالة بعثها إلى الشيخ الكوثري:
(وأظن أنك ذكرتَ لي يوم كنا مع المرحوم الشيخ عبدالباقي سرور نعيم أن بعض علماء
الهند ذكر هنات ابن تيمية