قبائح أوهامه وغلطاته، حتى
قال في حقه العز بن جماعة: إن هو إلا عبد أضله الله وأغواه، وألبسه رداء الخزى
وأرداه)[1]، وهذا النص وحده كاف عند
السلفية لتسجيله في قوائم الكفرة.
ومنهم المحدث الفقيه الشيخ
محمد بن عبدالباقي الزرقاني المالكي (المتوفى 1122 هـ) صاحب (شرح الموطأ )، و(شرح
المنظومة البيقونية )، و(شرح المواهب اللدنية )، وهي مراجع كبرى للمالكية وغيرهم،
فقد قال الشيخ القسطلاني في (المواهب اللدنية ) ما يلي: (وقد روي أن مالكاً لما
سأله أبو جعفر المنصور العباسي: يا أبا عبدالله أأستقبل رسول الله k وأدعو، أم استقبل القبلة وأدعو؟ فقال
له مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك و وسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله
عزوجل يوم القيامة. لكن رأيتُ منسوباً للشيخ تقي الدين بن تيمية في منسكه: أنّ هذه
الحكاية كذب على مالك، وأنّ الوقوف عند القبر بدعة، قال: ولم يكن أحدٌ من الصحابة
يقف عنده ويدعو لنفسه ولكن كانوا يستقبلون القبلة ويدعون في مسجده k ، قال: ومالك من أعظم الأئمة كراهية
لذلك ) [2]
وقد عقب الشيخ الزرقاني في
(شرح المواهب اللندنية ) على هذا بقوله: (هذا تهور عجـيب، فإن الحكاية رواها أبو
الحسن علي بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد لا بأس به، وأخرجها القاضي عياض في
الشفاء من طريقه عن شيوخ عدة من ثقات مشايخه، فمن أين أنها كذب وليس في إسنادها
وضاع ولا كذاب) [3]
وقال تعليقا على قول ابن
تيمية (وأن الوقوف عند القبر بدعة، قال: ولم يكن أحدٌ