ومن
أعلام المالكية الكبار الذين يشملهم التكفير السلفي العلامة الكبير الشيخ أبوعبدالله محمد بن
عرفة التونسي الورغمي المالكي (المتوفى 803 هـ)، فقد قال الشيخ الكتاني في كتابه (فهرس
الفهارس ) عند ترجمة ابن تيمية: (ومن أشنع ما نقل عن ابن تيمية أيضاً قوله في حق
شفاء القاضي عياض: غلا هذا المغيربي)[2]
ومنهم الشيخ أحـمد زروق
المالكي (المتوفى 899 هـ) الذي قال عن ابن تيمية: (ابن تيمية رجل مسلم له باب الحفظ والإتقان، مطعون
عليه في عقائد الإيمان، مثلوب بنقص العقل فضلاً عن العرفان..) [3]، ومن طعن في عقائد ابن تيمية
ـ عند السلفية ـ ليس له حكم إلا الكفر.
ومنهم الشيخ محمد البرلسي
الرشيدي المالكي، الذي
قال: (وقد تجاسر ابن تيمية عامله الله بعدله وادعى أن السفر لزيارة النبي k محرم بالإجماع، وأن الصلاة لا تقصر فيه
لعصيان المسافر به، وأن سائر الأحاديث الواردة في فضل الزيارة موضوعة، وأطال بذلك
بما تمجه الأسماع وتنفر منه الطباع، وقد عاد شؤم كلامه عليه حتى تجاوز إلى الجناب
الأقدس المستحق لكل كمال أنفس وحاول ما ينافي العظمة والكمال بادعائه الجهة
والتجسيم، وأظهر هذا الأمر على المنابر، وشاع وذاع ذكره في الأصاغر والأكابر وخالف
الأئمة في مسائل كثيرة، واستدرك على الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة حقيرة، فسقط
من عين أعيان علماء الأمة، وصار مُثله بين العوام فضلاً عن الأئمة، وتعقب العلماء
كلماته الفاسدة وزيفوا حججه الداحضة الكاسدة وأظهروا عوار سقطاته، وبينوا
[1]
تحفة النظار في غرائب الأمصار ، ابن
بطوطة ، ص 52.