وقال يحيى بن معين: كان محمد
بن الحسن كذاباً، وكان جهمياً[1].
وهكذا كان الأمر من بعدهم،
وخاصة بعد أن صار الحنفية ماتريدية العقائد، فقد كفرهم السلفية حينها بتهمة التجهم
والتعطيل.. وبعد أن مال أكثرهم إلى التصوف تحولوا جميعا إلى حلولية وقبورية
ومشركين.
ومن العلماء الذين ينطبق
عليهم التكفير السلفي لهذه الأسباب وغيرها قاضي القضاة الشيخ شمس الدين أبوالعباس
أحمد بن إبراهيم السّروجي الحنفي (المتوفى 710 هـ)، والذي قال فيه مترجموه: (وكان بارعاً في
علوم شتى وله اعتراضات على ابن تيمية في علم الكلام)[2] ، وقال ابن حجر في ترجمته: (ومن
تصانيفه: الرد على ابن تيمية، وهو فيه منصف متأدب صحيح المباحث، وبلغ ذلك ابن
تيمية فتصدى للردّ على ردّه)[3]
ورده على ابن تيمية في علم
الكلام كاف في تكفيره عند السلفية، لأن القضايا التي انتصر لها ابن تيمية في تصوره
قضايا نهائية لا يحق لأحد الجدال فيها.
ومنهم الفقيه أبو الفتـح نصر
بن سليمان المنبجي الحنفي (المتوفى 719 هـ) الذي قال عنه الذهبي: (الشيخ الإمام القدوة،
المقرئ، المحدث، النحوي، الزاهد العابد القانت الرباني، بقية السلف، أبوالفتح نصر
بن سليمان بن عمر المنبجي، نزيل القاهرة وشيخها)، وقد ذكره ابن حجر العسقلاني ضمن
العلماء الذين عارضوا عقائد ابن تيمية، بل كان من أعظم القائمين عليه والمحرضين
ضده، وكان يغري به بيبرس الجاشنكير[4].
وقد ذكر ابن عبدالهادي
المقدسي أن لابن تيمية رسالة كتبها للشيخ المنبجي