قديمهم
وحديثهم، حتى انتهى إلى عُمر فخطّأه في شيء، فبلغ ذلك الشيخ إبراهيم الرقى فأنكر
عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر، وقال في حق عليّ أخطأ في سبعة عشر شيئاً.. وكان
لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى أنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا
يقتلونه.. وافترق الناس فيه شيعاً
فمنهم من نسبه إلى التجسيم
لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله أن اليد والقدم والساق
والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز
والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله، ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم
ولقوله أنه كان مخذولاً حيث ما توجه وأنه حاول الخلافة مراراً
فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرياسة.. فألزموه
بالنفاق لقوله a: (ولا يبغضك إلا
منافق).. ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت
ويطريه فكان ذلك مؤكـداً
لطول سجنه وله وقائع شهيرة وكان إذا حوقق وألزم يقول لم أر هـذا إنما أردت كذا فيذكر احتمالاً بعيـداً قال وكان من أذكيـاء
العالم وله في ذلك أمـور عظيمة..) [1]
كما أنه يمكن
اعتباره ـ بحسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه ـ قبوريا، فقد ردّ بشدة على ابن
تيمية في مسألة زيارة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
في كتابه (الإنارة بطرق حديث الزيارة)، وانتصر للقبور التي يعتبرها السلفية
أوثانا.
بالإضافة إلى
ذلك انهيار عقيدة الولاء والبراء عنده ـ بحسب المنهج السلفي ـ ففي الوقت الذي يؤنب
فيه ابن تيمية ويقرعه ويكتب عليه نرى فيه ميولا إلى الشخصيات
[1]
الدرر الكامنة في أعيان المائة
الثامنة (1/ 179)