الشيعية التي
واجهها ابن تيمية، وهي شخصية ابن مطهر الحلي، فقد قال في [لسان الميزان] عن ابن
تيمية: (وجدته كثير التحامل إلى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها ابن المطهر وإن
كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات، لكنه رد –في ردّه– كثيراً من
الأحاديث الجياد التي لم
يستحضر حالة التصنيف مظانها، لأنه كان
لاتساعه في
الحفظ يتكل على ما
في صدره. والإنسان عامد للنسيان. وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي، أدّته أحياناً إلى
تنقيص علي)[1]
ويقول في
ترجمة ابن مطهر مثنيا عليه: (الحسين بن يوسف بن المطهر الحلي: عالم الشيعة وإمامهم
ومصنفهم. وكان آية في الذكاء شرح مختصر بن الحاجب شرحاَ جيّداً سهل المآخذ، غايةً
في الإيضاح. واشتهرت تصانيفه في حياته. وهو الذي رد عليه الشيخ تقي الدين بن تيمية
في كتابه المعروف بالرد على الرافضي [مع أن اسم الكتاب هو منهاج السنة النبوية في
الرد على الشيعة والقدرية، ومع ذلك لم يسمه بهذا الاسم تنقيصا له]، وكان ابن
المطهر، مشتهر الذكر وحسن الأخلاق، ولما بلغه بعض كتاب ابن تيمية قال: (لو كان
يفهم ما أقول، أجبته) [2]
لكن هذا
النوع من السلفية مع ذلك لم يسكت عليه، بل كتب الكتب في بيان مخالفاته للعقيدة
التي يعتقدونها، وردوا عليها ردودا هادئة جدا، مع كونهم تعاملوا مع من هو دونها
بشدة وعنف.
ومن تلك الكتب التي لقيت
قبولا كبيرا، ونحاول أن نعرض هنا بعض مواقفها ليكون نموذجا لغيرها كتاب [التنبيه على المخالفات العقدية في
فتح الباري] من تأليف علي بن عبد العزيز بن علي الشبل، وقد قرظه مشايخ السلفية
الكبار من أمثال عبد العزيز