بناء على هذا، سنذكر نموذجين
هنا للتكفير السلفي لإمامين كبيرين من أئمة الدين، هما أبو حنيفة وابن حجر..
وسنذكر التطبيقات المفصلة على أعيان المذاهب في المبحث الثاني الخاص بالتكفير
المعين.
النموذج الأول: الموقف من أبي حنيفة
بناء على تلك الأقوال السابقة
التي اعتبرها السلفية معايير في الحكم على الأمة وأعلامها الكبار، نحب أن نذكر هنا
نموذجا بسيطا للموقف الذي اتخذه سلف السلفية من أبي حنيفة (المتوفى: 150هـ) صاحب
المذهب المعروف، والمنتشر في كثير من بلاد العالم الإسلامي في القديم والحديث.
وسنعتمد في ذلك على المرجع
السابق، باعتباره يمثل وجهة نظر كبار أعلام السلف الأوائل من أحمد بن حنبل وغيره
من أصحابه وممن سبقه أو لحقه، وقد عنون عبد الله بن أحمد لهذا التكفير والتطاول
على أبي حنيفة بهذا العنوان [ما حفظت عن أبي وغيره من المشايخ في أبي حنيفة]
ومن تلك الروايات التي أوردها
ما رواه عن إسحاق بن منصور الكوسج، قال: قلت لأحمد بن حنبل: يؤجر الرجل على بغض
أبي حنيفة وأصحابه؟ قال: إي والله[1].
وروى عن سعيد بن سلم، قال
سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة، فقال: (وما تصنع به مات جهميا)[2]، وقال: قلت لأبي يوسف أكان
أبو حنيفة يقول بقول جهم؟ فقال: (نعم)[3]
وروى عن إسماعيل بن حماد بن
أبي حنيفة، يقول: (هو دينه ودين آبائه يعني القرآن مخلوق)[4]