الحديث ولا نحكمه في عقيدتنا
ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل)[1]
فمع كون الشيخ محمد عبده عرض
الحديث على القرآن، فرأى مخالفته له، فأنكره، لكون القرآن الكريم أقوى ثبوتا،
وأوضح دلالة.. لكن السلفية لا يعجبهم هذا.. لأنهم مستعدون لضرب القرآن الكريم..
ولو بحديث واحد يرويه من كان، وكيف كان.
ولهذا، فقد عقب عليه بقوله: (رد
الأحاديث والاقتصار على القرآن موافق لما أخبر عنه رسول الله k، قال: (ألا إني أوتيت هذا الكتاب
ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه
من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه)[2]
وهكذا ينقل عن الشيخ محمد
رشيد رضا ـ متهما إياه بالاعتزال والعقلانية ـ قوله: (وإن في البخاري أحاديث في
أمور العادات والغرائز، ليست من أصول الدين ولا فروعه.. وأنه ليست من أصول الإيمان، ولا من أركان الإسلام أن يؤمن المسلم بكل حديث رواه البخاري، مهما يكن موضوعه)[3]
وينقل موقفه من كعب الأحبار
مجرما له، لكونه سماه: (بركان الخرافات)، وقال فيه: (كعب الأحبار الذي أجزم بكذبه،
بل لا أثق بإيمانه)[4]
وعقب على هذا بغضب قائلا: (قلت:
كعب الأحبار أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي في كتبهم، واتهامه بتعمد
الكذب يطعن في نقل أئمة الحديث عنه.. فكيف يصح لنا بعد ذلك أن نأخذ عنهم وهم يروون
عن كذابين يتعمدون الكذب، لا نظن